دعوة الأنبياء والرسل🕊
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد:
فمن تأمل وتدبر حال الأنبياء والرسل عليهم الصلاة و السلام في دعوة أقوامهم يجد أن التوحيد هو أساس دعوتهم .
ولنأخذ على ذلك بعض الشّواهد من القرآن الكريم والسُّنَّة النّبوية .
دعوة أوّل الرسل نوح عليه السلام :
قال تعالى :{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأعراف59.
دعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام : {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }العنكبوت16.
دعوة هود عليه السلام :
قال تعالى : {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ }هود50.
وقال تعالى :{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ }الأعراف65.
دعوة صالح عليه السلام :
قال تعالى :{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}الأعراف73
قال تعالى :{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ }هود61.
وقال تعالى :{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ}النمل45.
دعوة شعيب عليه السلام :
قال تعالى :{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }الأعراف85.وهود84.
وقال تعالى : {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}العنكبوت36.
دعوة عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله عليه السلام :
قال تعالى : { وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}المائدة72.
دعوة جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام :
قال تعالى :{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}النحل36.
دعوة يعقوب عليه السلام :
{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة133.
دعوة يوسف عليه السلام :
قال تعالى :{ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }يوسف40.
دعوة سيد البشر وخاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى :{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) } الكافرون .
وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : " لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له: «إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا، فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم، تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم، وتوق كرائم أموال الناس» أخرجه البخاري في كتاب التوحيد .
هذه نماذج مشرقة من دعوة الأنبياء والرسل، فأين الدعوات الحزبية اليوم من هذه الدعوة التي كان عليها الأنبياء والرسل ؟!
دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد في مكة ثلاثة عشر سنة ولما انتقل عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وفرضت باقي شرائع الإسلام على المسلمين من صيام و زكاة وجهاد وحج ، وغير ذلك من الشرائع والأحكام ،كان يبينها لهم ويعلمهم مع الاستمرار في بيان التوحيد. وظل على ذلك إلى أن مات عليه الصلاة والسلام.وسلك من بعده هذا المنهج الصحابة الكرام ومن بعدهم من التابعين ومن تبعهم بإحسان من أهل السُّنَّة والجماعة.
فأين دعوة الأحزاب والجماعات المعاصرة من الدعوة إلى التوحيد الذي كان عليه الأنبياء والرسل و أتباعهم ؟!
لا يوجد حزب من الأحزاب في هذه الأزمان يركز دعوته على التوحيد ونبذ الشرك والتحذير منه والبراءة من أهله.ولنضرب على ذلك مثالين :
جماعة الإخوان وجماعة التبليغ وهما من أكبر الجماعات انتشارًا في العالم وأكثر عددًا، أين دعوتهم إلى التوحيد ولهم ما يزيد عن ثمانين عام في الدعوة ؟!
هل أخرجوا لنا عالما يدعو إلى التوحيد الخالص ونبذ الشرك والتحذير منه والبراءة من أهله أم أخرجوا لنا دعاة وحدة الأديان و وحدة الوجود والتقريب إلى الرافضة ومدح الديمقراطية والاشتراكية و...و .. ألخ .
هل أخرجوا لنا إمامًا في السُّنَّة مثل الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ، و الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي،و الشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني و الشيخ العلامة عبدالله القرعاوي، وتلميذه الشيخ العلامة حافظ بن أحمد الحكمي ،و الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقطي صاحب ( أضواء البيان )، والشيخ العلامة عبد الله بن حميد ، و الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ، و الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني ، و الشيخ العلامة محمد بن أمان الجامي، و الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ، و الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي،و الشيخ العلامة أحمد النجمي، و الشيخ العلامة محمد بن عبد الله السبيل ( إمام الحرم المكي )، و الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي، و الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي،و الشيخ العلامة صالح الفوزان ، و الشيخ العلامة على الهندي، وغيرهم كثير رحم الله أمواتهم وحفظ أحيائهم.
هذه الجماعات ما أخرجت لنا إلا دعاة الضلال من أمثال حسن البنا وسيد قطب والمودودي والغزالي والقرضاوي وسلمان العودة وناصر العمر والعريفي والقرني وغيرهم كثير لا كثرهم الله .
أخرجت لنا تلك الجماعات فكر الإرهاب بنوعيه الفكري والمسلح وما يحدث اليوم من قتل وفوضى هو بسبب فتاوى دعاة الضلال والأفكار المنحرفة. وما نراه ونشاهده اليوم من مظاهرات واعتصامات وفوضى ونحو ذلك كله بسبب فتاوى دعاة الضلال.وهذه المظاهرات قد حذّر منها علماء أهل السُّنَّة إلا أن دعاة الضلال لم يرفعوا رأسًا لفتاوى كبار أهل العلم من أهل السُّنَّة .
فيا شباب الإسلام هذا هو منهج الأنبياء والرسل في القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية واضح وضوح الشمس وهو دعوة خالصة إلى التوحيد والتحذير من الشرك والبراءة من أهله والصبر على جور الحكام .
فلتكن دعوتكم دعوة إلى التوحيد الخالص والتحذير من جميع أنواع الشرك الأكبر والأصغر والبراءة من أهله حتى لو كان أقرب قريب،وتصحيح العقائد والمناهج الفاسدة والسير على منهج الأنبياء والرسل .
وأنصح إخواني من طلاب العلم بقراءة ودارسة كتاب منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله للشيخ العلامة الإمام ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله – فإنه من أنفع الكتب وأحسنها التي بينت منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله تعالى .
وليعلم الجميع أن الذين يسيرون على خطى الأنبياء عقيدة ومنهجًا وسلوكًا هم أهل السنة والجماعة أهل الحديث والأثر والفقه والنظر السلفيون حقًا وصدقًا وعدلاً هم دعاة التوحيد وحماته.
زينه عبدالرحمن الحارثي🕊
وفقك الله وسدد إلى دروب الخير خطاك زينه....
ردحذف