أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

مشروع مادة الاجتماعيات هاله سامي القثامي

الحرب العالمية الأولى

الحرب العالمية الأولى هي حرب عالمية نشبت بين القوى الأوروبية في 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر من عام 1918. كانت تسمى بالحرب العالمية والحرب العُظمى حتى تغيير التسمية بسبب وقوع الحرب العالمية الثانية.[5][6][7] بينما سُميت في الولايات المتحدة بالحرب الأوروبية.[8] تقدر خسائر الحرب العالمية الأولى بأكثر من 9 ملايين مقاتل لقي حتفه؛ وتفاقم معدل الإصابات بسبب التطور التقني والصناعي للمتحاربين، وتعد أحد أعنف صراعات التاريخ، وتسببت في التمهيد لتغييرات سياسية كبيرة تضمنت ثورات في العديد من الدول.[9]
جمعت الحرب الدول التي لديها القوى العظمى،[10] والتي جُمعت في مجموعتين من الدول المتعارضة: قوات الحلفاء (الوفاق الثلاثي وهم المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا، فرنسا والإمبراطورية الروسية). ودول المركز (الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا). مع أن إيطاليا كانت من ضمن الحلف الثلاثي مع الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية إلا أنها لم تنضم معهما في حلف دول المركز بسبب أن الإمبراطورية النمساوية المجرية اتخذت الهجوم ضد قوات الحلفاء.[11] وقد توسعت هذه التحالفات وكبرت مع ازدياد دخول العديد من الدول للمشاركة في هذه الحرب؛ مملكة إيطاليا، اليابان والولايات المتحدةانضموا إلى الحلفاء بينما انضمت الدولة العثمانية ومملكة بلغاريا لدول المركز. في النهاية فإن أكثر من 70 مليون من الأفراد العسكريين من بينهم 600 مليون من الأوروبيين احتشدوا للمشاركة في واحدة من أكبر المعارك في التاريخ.[12][13]
مع أن التوسع الاستعماري هو السبب الكامن وراء هذه الحرب إلا أن السبب المباشر كان على إثر أزمة دبلوماسية نشبت حينما أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الحرب على مملكة صربيا بسبب اغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند مع زوجته من قبل

أصل التسمية[عدل]

أوروبا عام 1914
في أكتوبر عام 1914 كتبت مجلة ماكلين الكندية (Maclean's Magazine) «بعض الحروب تُسمِّي نفسها، هذه هي الحرب العُظمى».[18] وهناك اسم آخر نُشر في نيويورك أوائل شهور الحرب كان بعنوان الحرب العالمية.[19]
استُخدم اسم الحرب العالمية الأولى لأول مرة في سبتمبر من عام 1914 من قبل الفيلسوف الألماني إرنست هيكل حيث قال: «أنه لايوجد شك في أن خشية مسار وطابع الحرب الأوروبية سوف يكوِّن الحرب العالمية الأولى بالمعنى الكامل للكلمة».[20] أيضًا ذُكر اسم الحرب العالمية الأولى في عام 19200 من قبل المؤرخ والصحفي الإنجليزيتشارلز ريبنغتون.[21]
أسماء الحرب العالمية الأولى في الدول التي امتدت بها الحرب:
 طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب أثناء زيارتهما لسراييفو في 28 يونيو1914.[14][15] وهذه الأزمة السياسية أدت لظهور التحالفات الدولية على مدى العقود السابقة، ففي غضون أسابيع انتشرت القوى الكبرى في جميع أنحاء العالم.
في 28 يوليو وذلك بعد شهر من اغتيال ولي العهد غزت الإمبراطورية النمساوية المجرية مملكة صربيا.[16][17] بينما قامت الإمبراطورية الروسية بحشد قواتها غزتالإمبراطورية الألمانية حياد بلجيكا ولوكسمبورغ قبل أن تمضي قدمًا لغزو فرنسا، مما جعل المملكة المتحدة تعلن الحرب على الإمبراطورية الألمانية. بعد أن توقفت مسيرة الألمان في باريس وقعت حرب استنزاف في الجبهة الغربية 

الدوافع[عدل]

التحالفات السياسية والعسكرية[عدل]

في القرن 19 قامت الدول الأوروبية الكبرى بجهد كبير للحفاظ على علاقاتها الدولية في جميع أنحاء أوروبا مما أدى إلى وجود شبكة معقدة من التحالفات السياسية والعسكرية في جميع أنحاء القارة بحلول عام 1900.[11] بدأ كل ذلك في عام 1815 تحت مسمى التحالف المقدس بين بروسيا وروسيا والنمسا. في أكتوبر من عام 1873 قام المستشار الألماني أوتو فون بسمارك بالتفاوض مع الأباطرة الثلاثة ملك الإمبراطورية النمساوية المجرية، ملك الإمبراطورية الألمانية وملك الإمبراطورية الروسية ولكن هذا الاتفاق قد فشل بسبب أن الإمبراطورية النمساوية المجرية والإمبراطورية الروسية لم تتفقا على سياسة البلقان، مؤديًا ذلك إلى أن جعل الإمبراطورية النمساوية المجرية والألمانية تتحالفان عام 1879 وقد أطلق عليه بالتحالف المزدوج واعتبر ذلك وسيلة لمواجهة النفوذ الروسي في البلقان حيث واصلت الدولة العثمانية بالضعف.[11]
مواطنو سراييفو يقرؤون ملصق إعلان ضم الإمبراطورية النمساوية المجرية البوسنة لإمبراطوريتها في عام 19088.
في سنة 1882 توسع هذا التحالف بعدما انضمت إيطاليا إليه وأصبح بعد ذلك تحالفًا ثلاثيًا.[22] كان بسمارك يحاول جعل روسيا مع ألمانيا حتى يمنع حصول قتال في الجبهتين فرنسا وروسيا. حينما تُوِّج فيلهلم الثاني كقيصر لألمانيا اضطر بسمارك للتقاعد ونظام التحالفات الذي عمل لأجله قد أُلغي تدريجيًا. فعلى سبيل المثال لم يقم القيصر بتجديد معاهدة إعادة التأمين مع روسيا في عام 1890. بعد سنتين وُقِّع التحالف الفرنسي الروسي لمواجهة قوة التحالف الثلاثي. في عام 1904 وقعت بريطانيا عدة اتفاقيات من بينها الحلف الوديمع فرنسا وفي عام 1907 وقَّعت بريطانيا وروسيا الحلف الأنجلو الروسي في حين أن هذه الاتفاقيات لم تحالف بريطانيا رسميًا مع فرنسا وروسيا، ولكنها جعلت دخول بريطانيا للأراضي الفرنسية أو الروسية في المستقبل ممكنًا وأصبح يُعرف بالوفاق الثلاثي.[11]

سباق التسلح

وظهور حرب الخنادق الذي غيَّر عام 19177. في تلك الفترة في الجبهة الغربية لازالت القوات الروسية تقاوم بنجاح ضد القوات النمساوية المجرية ولكن توقف القتال بسبب الغزو الروسي لبروسيا الشرقية ضد القوات الألمانية. في نوفمبر 1914 انضمت الدولة العثمانية للحرب وقد فتحت جبهاتها في القوقاز، بلاد الرافدين وسيناء. ذهبت مملكة بلغاريا ومملكة إيطاليا للحرب عام 1915 ومملكة رومانيا عام 1916 و الولايات المتحدة عام 19177.
اقتربت الحرب من نهايتها بعد انهيار الحكومة الروسية في شهر مارس بسبب تبعات أحداث ثورة فبراير و الثورة البلشفية وجعلها تتوصل إلى اتفاق مع دول المركز. في 4 نوفمبر 1918 وافقت الإمبراطورية النمساوية المجرية على وضع هدنة عرفت باسم هدنة فيلا غوستي. بعد الهجوم الألماني على طول الجبهة الغربية في عام 1918 قاد الحلفاء الألمان مرة أخرى سلسلة من الهجمات الناجحة وبدأ ظهور حرب الخنادق، ولكن بسبب المشكلة التي ظهرت في ألمانيا نتيجة ظهور ثورة نوفمبر على أرضها وافقت على الهدنة في 11 نوفمبر من عام 19188، وهكذا انتهت الحرب بفوز الحلفاء على دول المركز.
مع نهاية هذه الحرب لم يعد للإمبراطوريات الثلاثة وجود: الإمبراطورية الألمانية، الإمبراطورية الروسية، الإمبراطورية النمساوية المجرية إضافًة إلى نهاية الدولة العثمانية. لقد فقدت الإمبراطوريتان الأوليتان السابقتان العديد من الأراضي الكبيرة بينما تفككت الأخرى تمامًا ولم يعد لها وجود وقد أُعيد رسم خريطة أوروبا بالدول المستقلة وخلق دول جديدة بسبب التقسيمات الجديدة. تشكلت عصبة الأمم بهدف منع أي تكرار لمثل هذا الصراع المروع ولكن هذا الهدف قد فشل تمامًا بسبب ضعف الدول وتجدد القومية الأوروبية إضافًة لشعور الألمان بالمهانة ساهم في صعود الفاشية ووقوع الحرب العالمية الثانية.


هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.