أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

مشروع مادة الحاسب شهد الجعيد

الروبوتات تشق طريقها في مجال الزراعة مخاوف من آثارها السلبية على الأيدي العاملة لندن: صفات سلامة يبدو أن مصنعي ومطوري الروبوتات وبرامجها، لن يهنأ لهم بال ويسعدوا، إلا إذا أصبحت الروبوتات في كل مجال ونشاط من مجالات وأنشطة الحياة اليومية، وأصبحت أيضا تسير بيننا، كما في فيلم الخيال العلمي الأميركي «أنا روبوت» (I Robot)، عام 2004، من بطولة الممثل الأميركي ويل سميث، وإخراج المخرج الأسترالي المصري المولد أليكس بروياس، عن مجموعة قصص قصيرة في الخيال العلمي بنفس العنوان، نشرت لأول مرة عام 1950، لكاتب الخيال العلمي الأميركي الروسي المولد إسحاق أسيموف (1992 - 1920)، حيث الروبوتات تتولى زمام الأمور في جميع المجالات، وتعمل في مختلف المهن والوظائف، وتقوم بمعظم الخدمات والأنشطة البشرية. وفي العقد الماضي، اقتصر إنتاج الروبوتات على الأنواع التي تقوم ببعض الأعمال البسيطة، لكن في العصر الحالي، ومع التطورات المتسارعة في علوم وتكنولوجيا الروبوتات، حيث أصبحت تمتلك قدرات ومهارات عالية، اتجهت أغلب المصانع في الدول المتقدمة إلى إحلال الروبوتات محل الأيدي العاملة والعمال المهرة، نظرا لأن هذه الروبوتات المتطورة، تعمل على خفض التكلفة وتحسين الأداء، فهي تعمل بدقة وسرعة عن الإنسان، ومن دون أجر أو كلل أو ملل أو تغيب عن العمل، وغير ذلك من أعذار وشكاوى تكون مصاحبة للأيدي العاملة البشرية. وفي الآونة الأخيرة، بدأت الروبوتات تشق طريقها نحو مجال الزراعة، ففي ولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث يعتبر الخس من المحاصيل الرئيسية هناك، إذ يمثل أكثر من 70 في المائة من جميع الخس المزروع في أميركا، تقوم حاليا مزرعة «إيرثباوند» (Earthbound)، في ولاية كاليفورنيا، وهي من أكبر المزارع العضوية في أميركا، باستخدام أنظمة روبوتية، من شركة «Adept Technology»، ومقرها في مدينة بليسانتون بولاية كاليفورنيا، حيث تقوم الروبوتات بدقة ومهارة بتعبئة وتغليف حزم الخس وإرسالها إلى الناقلات، ويمكن لكل روبوت من هذه الروبوتات أن يحل محل خمسة عمال. وفقا لما نشر في 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي 2012، على الموقع الإلكتروني «www.roboticbusinessreview.com»، يقول جو توركواتو، مدير الهندسة في مزرعة «إيرثباوند»، إنه «لقد بحثنا على الكثير من الموردين للأنظمة الروبوتية، ووجدنا أن شركة (Adept) كانت الوحيدة التي لديها منتجات روبوتية مناسبة، فأنظمتنا الروبوتية للتعبئة والتغليف، تحسن من الإنتاجية، مما يساعدنا على مواصلة النمو والتطور، فهذه التكنولوجيا الروبوتية دقيقة وسريعة جدا وتتعامل مع المنتج بطريقة أكثر لطفا من العمال، حيث تقلل من الأضرار التي يمكن أن تحدث للمنتج، كما تساعد على تحسين بيئة العمل لدينا، من خلال القضاء على المهام المتكررة، والتوفير في تكاليف العمل». ويقول ويل دانيلز، نائب الرئيس الأول للتشغيل والسلامة، في شركة «إيرثباوند»، إن «الأنظمة الروبوتية للتشغيل من شركة (Adept)، مصممة مع الأخذ في الاعتبار مسألة صيانة الصحة العامة، حيث تدعم بفعالية العملية الصحية، وتؤدي إلى منتج آمن ونظيف». وروبوت «الخس» (lettuce Bot)، ليس إلا مجرد واحد من بين الكثير من الروبوتات الأخرى التي يتم تصنيعها وتطويرها لأتمتة جميع جوانب الزراعة والبستنة. فعلى سبيل المثال، يقوم حاليا مركز «فينلاند» للبحث والابتكار في مدينة أونتاريو الكندية، وضمن برنامج «الروبوتات والأتمتة» بالمركز، بالعمل على ثلاثة مشاريع روبوتية في الزراعة، والتي ستؤدي لخفض تكاليف الإنتاج، والإقلال من المهام المتكررة، وهي مشروع لتطوير روبوت لزراعة بصيلات نبات التيوليب وإعادة زراعة شتلاته، ومشروع آخر لحصاد وتقليم وتعبئة نبات الفطر (المشروم)، والمشروع الثالث، لتعبئة النباتات المزروعة في أوعية (أُصص). كما أن روبوت الحصاد الزراعي (Vehicle HV - 100)، والمعروف باسم «هارفي» (Harvey)، والذي صممته شركة «أتمتة الحصاد» (Harvest Automation)، ومقرها ولاية ماساتشوستس الأميركية، تم تصميمه لنقل الشجيرات والأشجار المزروعة في أوعية حول المشاتل الزراعية. كما أن الشركة الناشئة «Blue River Technology»، ومقرها مدينة ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا الأميركية، والتي تم تأسيسها في مايو (أيار) من العام الماضي 2011، تقوم حاليا بالعمل على تطوير روبوت زراعي من المقرر إطلاقه العام المقبل (2013)، ويستطيع هذا الروبوت الجديد أن يتعرف على الحشائش والأعشاب الضارة في حقول الخس، ثم يقوم بقتلها باستخدام جرعة من الأسمدة. والنسخة المستقبلية من هذا الروبوت ستكون قادرة على سحب الأعشاب الضارة من جذورها تماما، مثلما يفعل الإنسان، ومن دون استخدام مبيدات الأعشاب. وفقا لما نشر في 12 سبتمبر (أيلول) على الموقع الإلكتروني «www.technewsdaily.com»، يقول المهندس جورغي هيراود، المؤسس المشارك لشركة «Blue River»، والذي يعمل على تطوير روبوت الأعشاب الضارة، إن «الغرض من هذا الروبوت هو القضاء على كل من استخدام مبيدات الأعشاب، والإزالة اليدوية للأعشاب، حيث تسهم تكاليف كل واحدة منهما في ارتفاع أسعار الأغذية العضوية». ويضيف أن «الروبوت الجديد يعتمد على ثلاث مجموعات من تعليمات الكومبيوتر لإكمال مهمته، فالروبوت يستخدم كاميرات لمسح الأرض، وفي الوقت نفسه (خوارزمية الرؤية الكومبيوترية)، التي تتعرف على النبات، والخوارزمية هي سلسلة من الخطوات الرياضية المنطقية المتسلسلة، من خلالها يكون الروبوت قادرا على التمييز بين نباتين بجوار بعضهما البعض، كما أن الروبوت قادر على تعلم مجموعة كبيرة من العمليات والأمثلة المتعلمة، التي تعرف بتعلم الآلة، فقد تم تعليم الروبوت، أن يتعرف على أي النباتات تكون أعشاب ضارة، وأيها يكون نباتات خس، وذلك من خلال نموذج روبوتي أولى تم تمريره على حقول الخس، والتقاط صور لتدريبه عليها. وقد بلغ تمييز الخوارزمية في دقته إلى نحو 98 أو 99 في المائة، كما أن الروبوت أثناء حركته، يكون قادرا على قتل الأعشاب الضارة». ورغم كل هذه الآفاق الواعدة للروبوتات في مجالات الصناعة والزراعة، فإن هناك الكثير من المخاوف من الآثار السلبية التي سوف تحدثها الروبوتات مستقبلا على الأيدي العاملة، والتي تدعو للتساؤل عن مستقبل العمالة البشرية في ظل هذا التطور المتسارع في تصميم وتطوير الروبوتات، والتي تشير إلى أن الإنسان يبدو أنه سيكون مساعدا للروبوتات وليس العكس. كما أنه في حالة ما إن تمردت الروبوتات وخرجت عن طوع الإنسان، فسوف تتسبب في أضرار بالغة له، لهذا بدأت الكثير من الدول في الاهتمام بإصدار مجموعة من القوانين بهدف حماية البشر من الانتشار المتزايد للروبوتات، فعلى سبيل المثال، قررت وزارة التجارة والصناعة اليابانية إصدار أول مجموعة من القوانين للأجيال المقبلة من الروبوتات، حيث ستتم برمجة الروبوتات بحيث لا تؤذي البشر وتستطيع التمييز بين الأشياء الصلبة واللينة، وذلك لضمان أعلى معدلات من السلامة والأمان، كما ستزود الأجيال الروبوتية المقبلة بأزرار للطوارئ، للضغط عليها، في حالة خروج الروبوت عن السيطرة حتى لا يتسبب في أي أذى وضرر للإنسان. شهد الجعيد 1/1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.