قضية فلسطين
منذ ضياع فلسطين واحتلالها من قبل اليهود الغاصبين وقضيّتها شغل المسلمين الشّاغل على امتداد المعمورة، فقضيّة فلسطين تُعتبر القضيّة المركزيّة والأهمّ في سلّم القضايا العربيّة، فما هي أصل هذه القضيّة ومتى نشأت؟ وما هي الأبعاد الفكريّة والعقديّة لها؟
الأطماع اليهوديّة في فلسطين
برزت الأطماع اليهوديّة في فلسطين منذ القدم، فاليهود في معتقدهم أنّ فلسطين هي حقّ لهم، وأنّها الأرض الموعودة والمكتوبة لهم، ويستدلّون على ذلك بحججٍ واهية، منها أنّهم حكموا هذه الأرض في الألف الثّانية قبل الميلاد أثناء حكم النّبي داود وابنه سليمان عليهما السّلام، والحقيقة أنّ الله سبحانه وتعالى قد ذكر في كتابه العزيز أنّه أمر على لسان نبيّه موسى بني إسرئيل بدخول تلك الأرض التي كتبها لهم حينئذ، ولكنّهم نكصوا على أعقابهم وجبنوا عن ملاقاة من فيها، وقد كان عاقبتهم أن حرّم الله عليهم هذه الأرض أربعين سنة حيث بقوا في التّيه، ثمّ شاء الله أن يرجع بنو إسرائيل إلى دينهم في عهد نبي الله داود ويستطيعوا دخول الأرض المقدّسة، حيث حكموها لفترةٍ من الزّمن، ففلسطين هي أرض الله التي يرثها عباد الله المتّقين، والمسلمون بلا شكّ هم أحقّ النّاس بها لأنّهم على الحقّ والصّراط المستقيم.
التّنفيذ العملي لمخطّطات اليهود
وفي العصر الحديث ظلّ اليهود يسعون للعودة إلى فلسطين، وقد تأسّست في سبيل تحقيق هذا الحلم المنظّمة الصّهيونيّة التي أخذت على عاتقها تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع، فعقد الصّهيوني ثيودور هرتزل سنة 1897 المؤتمر الصّهيونيّ العام في بازل بسويسرا، حيث تمّ إنشاء الوكالة اليهوديّة التي أخذت على عاتقها تنفيذ مخطّطات الصّهاينة وإقناع العالم بدعم قضيّتهم، وقد تحقّق لهم ذلك بعد حشد المال اللاّزم لشراء الأراضي والتّمكين في فلسطين، وقد كانت فلسطين تحت الانتداب البريطانيّ الذي خدم اليهود والصّهيونيّة عندما أصدر وعد بلفور المشؤوم وسهّل لهم مخطّطاتهم.
المقاومة الفلسطينيّية
قاوم الفلسطينيّون في عهد الانتداب البريطاني المخطّطات الصّهيونيّة، كما رفضوا قرارات التّقسيم التي صدرت عن الأمم المتحدة، وحصلت ثورات أبرزها ثورة 1936 بقيادة عزّ الدّين القسّام، وقد أُنشئ جيش الإنقاذ من قبل الجامعة العربيّة، ثمّ جيش الجهاد المقدّس بقيادة أمين الحسيني، وعبد القادر الحسيني، وأبلوا في قتال البريطانيين واليهود بلاءً حسناً.
قيام إسرائيل
وفي عام 1948 أسّس اليهود دولتهم على أرض فلسطين، وحصلت النّكبة حيث هُجّر مئات الألوف من الفلسطينيّين، وصودرت آلاف الدّونمات من الأراضي، كما حصلت مجازر رهيبة بحقّ الفلسطينيين، أبرزها مجزرة دير ياسين، وقد حصلت حروب بين العرب وإسرائيل ولم تفلح أيّاً منها في استرداد فلسطين، وما زالت قضيّة تنتظر الحلّ.
شهد الجعيد 1/1
رعاك الله ...
ردحذف