أرشيف المدونة الإلكترونية

الاثنين، 20 فبراير 2017

مشروع الترم الثاني جميلة السليماني


المملكة ضمن سبع دول مؤثّرة في العالم كلمة اليوم للمملكة ومواطنيها أن يفخروا أن بلدهم دولة مؤثرة في السياسة الدولية والاقتصاد الدولي، وهي دولة تتحكّم في مفاصل رئيسة في السياسة الإقليمية أيضا، وهذا الفخر ليس استعلاء أو محاولة لمد النفوذ لأنه واقع، والواقع يعترف به الجميع، لأنه مؤسس على الحكمة والعقلانية، وعلى الإدراك السياسي الإستراتيجي، وليس على ألعاب بهلوانية حول حدود وإمكانات القوة، واستعراض الجيوش والميليشيات، فالاستعراض أحيانا يعطي نتائج سلبية على مَن يحاول تسويق قدراته بشكل يثير الهواجس الأمنية لدى الآخرين، والمملكة على الدوام قوة عقلانية، وليست قوة للغضب والانفعال وتبضّع التقنيات من سوق الخردة الدولية، وبقايا مصانع السلاح؛ السلاح الذي لا يجلب الأمن والتنمية والاستقرار. علينا أن نفخر وأن نعتز ببلدنا، عندما تصنّفها وسائل الإعلام والمؤسسات الدولية المتخصصة أنها دولة مؤثرة، هم يرون إمكاناتنا المادية، ومشاريع التنمية العملاقة، ويرون البُعد الإسلامي الروحي كدولة تمثّل قبلة الإسلام الحضاري المعتدل، ودولة العون الإنساني، لكنهم أيضا لا يدركون القوة غير المرئية للدولة السعودية باعتبارها المرجعية الإسلامية وقبلة العالم الإسلامي، وهي قوة قابلة لأن تتحول إلى مادية خلال ساعات، لكن المملكة وما منحها الله من حكمة ظلت على الدوام تستخدم قدراتها وإمكاناتها لخدمة المواطن السعودي وخدمة الإنسانية. بالأمس القريب، صنّفت مجلة أمريكان إنترست، المملكة باعتبارها من بين سبع دول رئيسة مؤثّرة في العالم، على مستويات الاقتصاد والتنمية والتعليم، والمشروعات الاستثمارية العملاقة، والرخاء والاستقرار، وهذه كلها تمثّل معالم الدولة المؤثّرة عالميا، فهي عضو رئيس في قمة العشرين، وهي المرجعية الأولى في العالم الإسلامي والعالم العربي، وهي دولة قائدة، وحاملة لمحور التوازن الإقليمي، ومساهم رئيس في الأمن والاستقرار الدولي، ولها كلمة يحترمها المجتمع الدولي. نعم، يحق لنا الفخر، لأننا حذّرنا العالم قبل أربعة أشهر من الإرهاب الذي سيضرب العالم، طالما لم ينظر للإرهاب باعتباره حالة شمولية تؤثّر في الأمن والاستقرار العالمي، وطالما لم تُعاقب الدول والتنظيمات التي تتسلّح وتتدخّل في شؤون الآخرين، وتدعم هذا الفصيل أو ذاك، وفي نفس الوقت، ترغب من المجتمع الدولي أن يغضّ بصره عمّا تقترف بحق الشعوب المكلومة التي تناضل لأجل حريتها وأمنها واستقرارها. اليوم، والمملكة تعيش عنصري الأمن والاستقرار، لتؤكّد أن أمن المملكة خط أحمر، وأن مَن يريد أن يعبث بالأمن والاستقرار السعودي، سيكون قد جنى على نفسه، وأن التجارب التي حاول البعض الاحتكاك والاشتباك فيها مع الأمن السعودي مخزية، ومَن يريد أن يواصل المهمة نيابة عن غيره، فسيكون التصدي له حادا وحازما. إن المملكة تتطلّع دائما للأمن والاستقرار على اعتبار أنه مسؤولية دولية وإقليمية، والمملكة طيلة عمرها كانت باحثة عن تعزيز الأمن والاستقرار؛ لأن التنمية والاستثمار في المنطقة لا يتحققان إلا من خلالهما، وأن ما يعصف بالأمن في أي بلد سيؤثر سلبا على مختلف الدول، ولكن عندما تفتقد هذه الدول الحكمة والعقلانية، فإن عليها أن تواجه تداعيات خياراتها الخاطئة والفاشلة وحدها. وحدها؛ لأنها كانت تخالف القانون الدولي، وتخالف مبدأ عدم التدخّل في شؤون دول الجوار، وتعمل على دفع الآخرين- الذين دفعوا الثمن غاليا- نيابة عنها، وعن مصالحها القومية. جميلة السليماني 1/1

هناك تعليقان (2):

  1. موضوع مميز جميلة ... بارك الله في جهودك ...

    ردحذف
  2. موضوع مميز جميلة ... وفقك الله ...

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.